لقد ولد في الشرق لقيط اسمه لبنان

لقد ولد في الشرق لقيط إسمه "لبنان" 


ماذا لو عاد لبنانيو إسرائيل الى لبنان و عاد الفلسطنيون الى فلسطين و رحل السوريون الى أرضهم بسلام؟ هل هذه الأرض حق لنا ام حقها على من تطاول عليها؟ كفى تعصبا فبلدكم المدمر يحتاج إلى السلام. لقد ثملت هذه الأرض من رائحة الدماء و المراهنات.


صورة فوتوغرافية عن الطبيعة في لبنان، جميع الحقوق محفوظة
PHOTOGRAPH by Tafeed Jamal | Copyrighted material 2020

بغض النظر ان كان المجتمع لا يتقبل الهزيمة الخفية التي اغتصبت منذ اقرار وعد بلفور. لكن المنطق بشكل عام لهذه القضية بعيدا ان كانت صادرة عن مجلس الأمم المتحدة او الهيئات الدولية لحفظ السلام، من حق اللبناني اينما وجد ان يعود الى ارضه مهما كانت التكلفة مع الحرص على مراعات الأحداث و المراقبة العامة للتربية والتعليم على اسس ثقافية اجتماعية شبابية تتبنى الإصلاح السياسي والاقتصادي والاجتماعي من اجل ردع اي اختراق يمس بأمن الدولة و استقرارها.
 ان ترويض الانسان على الخير و تعلم المبدأ الإنساني المترتب علينا جميعنا واجب على كل كائن حي. و قبل ان يكون المبدأ العام مربوط بثقافة المجتمع المرهون بعلة الطائفية القذرة. 
اما في ما يتعلق بالكنيسة اليهودية فأحجارها مازالت محجوزة في جبال لبنان، ثابتة قابعة في التوجه نحو اتفاقية استخدام محتويات الماضي الذي يغفو في سرداب الشتات و تقسيمات الأراضي بإسم الدين و سقيفة العملاء.
قبل ان تناشد لمكافحة رصاص حفظ الأمن، تعلم ان تتقبل التعايش السلمي بينك و بين جارك، تعلم ان تصحوا كل صباح مصبحا الشجر المحروق. 
كيف تحذو نفس خطوات المضارب المحترفة للهجرة العالمية الثالثة مع عقوبات صفقة القرن وكيف تتباعد المعابر الحدودية و كيف ؟تتضارب الأفعال و تتقرب المسافات بين الفجوات المعرفية والبيئية.
من قانون الفين و ستة الى مبدأ الشفافية نحو البنود الشرعية  و نزع السلاح إلى أيار المشؤوم  وعيد التحرير الوهمي الذي بترته اليد الغاصبة الخائنة، التي غرزت سكاكينها بنحر الشهداء و بجسد المقاوم الذي دحر العدو الصهيوني الغاصب. 
نعم حرر لبنان و لم يتحرر شعبه من الغدر و الخيانة التي تستدعي سفيرها من اجل التغلب على كل قطاعات الأمة تلك الأمة المرهونة بعلة الدستور الفرنسي و مضامين الطائف حتى بات لبنان متربع على عرش الفتن المذهبية المتطرفة. 

عندما يتحرر الوطن راقب عملاء الداخل، لا تلتفت نحو عدوك الذي حاربك بوضوح. راقب من يسرق قمح الفقراء من يحتكر النفط والغاز، من يزرع الألغام الطائفية، من يناشد و يخاطب بإسم الطائفة، من يوسّع فجوة النزاع الداخلي، من يفسد و ينهب و يحاصر الإنسانية المستهدفة. راقب عملاء الداخل و انصت الى خطابات الكنائس و الجوامع. 
احقا هناك رجل دين يخاطب بالإنسانية و حقوق الحيوان والطبيعة؟ أيوجد خطاب لرجل دين يحاكي العقول و القلوب عوضا عن الترهيب الرباني الذي يصور لنا الله على هيئة عملاق جائر همه اطاحة الإنسان  الكائن الافتراضي الصغير لدحره بنار جهنم وبئس المصير؟ 

حاخامات العمائم و قنابل الكنائس و خلوة المعابد الفرعونية، جعلوا الاغبياء أصحاب رأي 
و أعطوا المتسلط منابر الرحمة. صنعوا من التافهين مشاهير و ساسة لا يشبعون، كلابهم لا تُشلّ فأصبح الوطن عبارة عن وكر للأفاعي و العقارب. كأن تراب الوطن روث خنازين معجون بماء نجس. وطن تخضب بمني الفواجر ، نشأ في رحم الخمارات السياسية. حملت به الشياطين الحمر. 
لقد ولد في الشرق لقيط ذات يوم سمي لبنان، تعرّت منه العاهرات. ترك  رهينة امام اسطبل المعابد فشحد عليه الساسة و كل العظماء.

Comments