من قتل هذا العالم؟

افتحي باب غرفتكِ المبعثرة بفراشي الرسم و أقلام الفحم وعلب التلاوين...

 أنثري همك على لوحة بيضاء و خططي حزنك باللون الأبيض و الأسود. 

من قتل عالمك
Sincerely with love
Copyright 2020
إرسمي وجهك الحزينة و جفاف ملامحك كعجوز تبتسم في تابوت السكينة. كقلب إمرأة تائهة على عتبة الإنتظار، تنتظر عودة الذين لا يعوض مكانهم أحد و لا يشبه ملامحهم قريب او بعيد لا يأتون و لا يعودون .. كتصرفات طفل مشاغب يرعبه الشبح الذي يختبئ تحت سريره. يسرق النظرات من تحت الأنقاض التي تغطي الجدار. يبكي ولا يسمع أنين دمعته أحد. تبا للحزن كم هو أناني يأبى أن يقاسمه فيكي أحد ... تائهة أنت، وسط ضجيج المدن المرصعة بالمرايا الفوسفورية. تجولين العالم بحثاً عن وجهك الشاحب، تحملين شظاياه العتيقة على راحتك، علك تتعثرين به امام محطة القطار السريع. تبحثين عن صوتك القديمٍ الذي بات لا يشبه صوتك اليوم، لقد شاب رنين الوتر في حلقك كحقلنا اليابس الذي جف العمر فيه منذ إختفاء المطر. تبحثين عن ظل شجرة زيتونة مزروعة على حدود فلسطين، عن حرية يافا و هتافات الإنتفاضة. 
 عن ذاكرة جديدة، خالية من جميع الذكريات، عن ممحاة تمحو جميع الأسماء التي مرّت في صحاري النخيل الاسكندرية
عن  شهقة اخيرة تعيد خفقان قلبك 
 لتعودين طفلة مشاغبة تركض خلف فستان أمها الوردي بذاكرةٍ نقيّة خالية من كل الخربشات. تلاحقين الفراشات و الطيور طيلة النهار الى أن يهزمك النعاس. كحمامة بيضاء صغيرة تلقي رأسها على صدر أمها لـ تغفو بـ أمان إلى الأبد ...

Comments