لا تخف
لا تخف هناك من يدبر الامر.
الوعي مرتبط مباشرة بالنفس، إن النفس تمر بعملية تطور هائلة بين الادراك والمعرفة و بين الوعي واللاوعي.
سوف تواجه نقاط ضعفك العميقة كبطل شجاع.
سوف تعبر خفايا اليأس ومخاوف الماضي و تدوس على رعبك من المستقبل، ستتقبل وجودك الآن و ستدرك انك في الحاضر.
ستظهر مخاوفك المكبوتة للعلن. ستعيش اصعب حالة ضياع, و ستخوض تجربة الشك في كل شيء حتى مع نفسك، ستهتم اكثر بـ القشور و رأي الاخر. سوف تبحث عن اهتمامات خارجية لا شأن لها بك. فتنكسر.
هذا الانكسار ليس انكسارا داخليا بل هو مجرد غوص في اللاوعي للوصول الى الوعي الكلي. انه اكتشاف لـ الذات الحقيقية التي يستعان بها للتقرب من الـ انا الفردية.
كما لكل شيء تطابق كذلك الانفس. و في التكوين الانساني للأنفس طباق و تطابق. في موضوع العلاقات لابد من التطرق الى خفايا النفس الواحدة الناقصة.
كل التطابق والتخبط والضياع سيحصل قبل وصولك الى كمالك النفسي. الأنفس النقية لا تلتقي الا بعد صراع طويل مع الشر..
لذلك عليك ان تعي ان جميع التجارب التي مررت بها كانت تجارب حياة لتخطي مستنقع الفردية الواهمة. حتى مشاكلك و اختياراتك ما هي الا اختيارات مصطنعة و مشاكلك متعلقة بك وحدك دون سواك. هذا الصراع هو صراع فردي يخصك انت فقط. و من هنا عليك ان تدرك ان النفس المقرونة بك ما هي الا مرآة تعكس حقيقتك، سترى من خلالها عيوبك بوضوح. ان حاولت كسرها ستجرحك وتكسرك لذا عليك، تنظيف الغبار من عليها بشكل دائم كي تبصر حقيقتك بوضوح.
في المحصلة ستقف امام خيارين اما ان تهرب منك و اما ان تواجه وتتقبل ثم تترك الامور تجري عل ما هي فتمر العوائق مرور الكرام الى ان تتجلى الحقيقة امامك لذا...الخيار لك.
العلاقات ليست عائقا، انها عملية انعكاس و تبادل إنها أكثر من مجرد مصدر طاقة خارجية هي طاقة تعكس حقيقة الكبت والخوف الذين يسيطران على تقدمك لذا تأتي هذه الطاقة لتكسر الحواجز للوصول إلى المكان الصحيح. أنت لست وحدك. يجب أن تكون عملية التعلم متبادلة، وسوف تتعلم من الشخص الآخر بقدر ما يفترض أن يتعلمه منك. الكون منظم بطريقة هندسية لا يمكن الشك به. لذلك عندما تواجه مشكلة مع احد ما تأكد انها مشكلتك فكل ما يزعجك في الآخر هو مجرد انعكاس لك. ولكن تأكد ما اذا كان الشخص الذي تريد ان ترتبط به يعمل على فك الحواجز والمخاوف كي يطورك و يساعدك على التقدم في الاتجاه الذي تهدف إليه أم لا.
يجب أن تشعر بالقوة الايجابية في العلاقة، وليس بالضعف.
وعندما تخرج من علاقة سامة كن على يقين انك لم تعد كما كنت بل ستلاحظ تغييرات هائلة و ستجد انك تعلمت الكثير من الامور التي كنت في امس الحاجة لها لترتقي وتكمل مسيرة حياتك.
العلاقات سواء كانت سامة او ناجحة فهي من فضل الله لتحقق هدفك. تأكد ان كل شيء يحصل لصالحك وعليه تكون العلاقات الناجحة ميزان و رزق يرزق بها كل من قدر النعم و آمن ان كل شيء يحدث هو من فضله هو.
فلا تستعجل على رزقك فهناك من يدبر الامر.
Comments
Post a Comment